الاكشن مليش فيه ADMIN _ELaKshen Mles FEh
عدد المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 24/03/2011 الموقع : اخر الدنيا شمال
| موضوع: قصيدة ملحمة الابتلاء- الملحمة النونية الجمعة أبريل 29, 2011 6:38 am | |
| قصيدة ملحمة الابتلاء- الملحمة النونية
مختارات من قصيدة ملحمة الابتلاء- الملحمة النونية ملحمة ألفت داخل السجن الحربي في القاهرة عام 1955م وهي تحكي قصة سجين قضى نحو عشرين شهراً في السجن الحربي … إنها تصوير بسيط لبعض ماقاساه المسلمون الذين عذبوا في هذا السجن الرهيب. وتبلغ عدد أبياتها مائتين و أربعة وتسعين - ونورد هنا جزءاً منها شعر الشيخ: يوسف القرضاوي
. …………………………………..
ثار القريض بخاطري فدعوني ……. أفضي لكم بفجائعي وشجوني
فالشعر دمعي حين يعصرني الأسى ….. والشعر عودي يوم عزف لحوني
كم قال صحبي أين غر قصائدي …….. تشجي القلوب بلحنها المحزون
وتخلّد الذكرى الأليمة للورى …… تتلى على الأجيال بعد قرون
ما حيلتي والشعر فيض خواطرٍ …… ما دمت أبغيه ولا يبغيني ؟
واليوم عاودني الملاك فهزني …… طرباً إلى الإنشاد والتلحين
ألهمتها عصماء تنبع من دمي …… ويمدها قلبي وماء عيوني
نونية والنون تحلو في فمي …… أبداً فكدت يقال لي ذو النونِ
صورت فيها ما استطعت بريشتي …… وتركت للأيام ما يعييني
أحداث عهد عصابة حكموا بني …… مصرَ بلا خلقٍ ولا قانون
أنست مظالمهم مظالم من خلوا …… حتى ترحمنا على نيرون
حسبوا الزمان أصمّ أعمى عنهم …… قد نوّموه بخطبةٍ وطنين
ويراعة التاريخ تسخر منهمو …… وتقوم بالتسجيل والتدوين
وكفى بربك للخليقة محصياً …… في لوحه وكتابه المكنون
يا سائلي عن قصتي اسمع إنها …… قصص من الأهوال ذات شجون
أمسك بقلبك أن يطير مفزعاً …… وتولّ عن دنياك حتى حين
فالهول عاتٍ والحقائق مرةٌ …… تسمو على التصوير والتبيين
والخطب ليس بخطب مصر وحدها …… بل خطب هذا المشرق المسكين
في ليلة ليلاء من نوفمبرٍ …… فزعت من نومي لصوت رنين
فإذا كلاب الصيد تهجم بغتةً …… وتحوطني عن شمألٍ ويمين
فتخطفوني من ذوي وأقبلوا …… فرحاً بصيدٍ للطغاة سمين
وعزلت عن بصر الحياة وسمعها …… وقذفت في قفص العذاب الهون
في ساحة (الحربي) حسبك باسمه …… من باعث للرعب قد طرحوني
ما كدت أدخل بابه حتى رأت …… عيناي ما لم تحتسبه ظنوني
في كل شبر للعذاب مناظرٌ …… يندى لها -والله - كل جبين
فترى العساكر والكلاب معدة …… للنهش طوع القائد المفتون
هذي تعض بنابها وزميلها …… يعدو عليك بسوطه المسنون
ومضت علي دقائق وكأنها …… مما لقيت بهن بضع سنين
يا ليت شعري ما دهانِ؟ وما جرى؟ …… لا زلت حياً أم لقيت منوني؟
عجباً أسجن ذاك أم هو غابةٌ …… برزت كواسرها جياع بطون ؟
أأرى بناء أم أرى شقي رحى …… جبارة للمؤمنين طحونِ؟
واهاً أفي حلم أنا أم يقظة …… أم تلك دار خيالة وفتون ؟
لا لا أشك هي الحقيقة حية …… أأشك في ذاتي وعين يقيني ؟
هذي مقدمة الكتاب فكيف ما …… تحوي الفصول السود من مضمون ؟
هذا هو (الحربي) معقل ثورة …… تدعو إلى التحرير والتكوين
فيه زبانية أعدوا للأذى …… وتخصصوا في فنه الملعون
متبلدون عقولهم بأكفهم …… وأكفهم للشر ذات حنين
لا فرق بينهمو وبين سياطهم …… كل أداة في يدي مأفون
يتلقفون القادمين كأنهم …… عثروا على كنزٍ لديك ثمين
بالرجل بالكرباج باليد بالعصا ….. وبكل أسلوبٍ خسيسسٍ دونِ
لا يقدرون مفكراً ولو أنه …… في عقل سقراط وأفلاطون
لا يعبئون بصالحٍ ولو أنه …… في زهد عيسى أو تقى هارون
لا يرحمون الشيخ وهو محطمٌ …… والظهر منه تراه كالعرجون
لا يشفقون على المريض وطالما …… زادوا أذاه بقسوةٍ وجنون
كم عالمٍ ذي هيبة وعمامةٍ …… وطئوا عمامته بكل مجون
لو لم تكن بيضاء ما عبثوا بها …… لكنها هانت هوان الدين
وكبيرِ قومٍ زينته لحيةٌ …… أغرتهمو بالسبِّ والتلعين
قالوا له :انتفها -بكل وقاحةٍ …… لم يعبأوا بسنينه الستين
فإذا تقاعس أو أبى يا ويله …… مما يلاقي من أذىً وفتون
أترى أولئك ينتمون لآدمٍ …… أم هم ملاعينٌ بنو ملعون ؟
تالله أين الآدمية منهمو …… من مثل محمودٍ ومن ياسين
من جودة أو من دياب ومصطفى …… وحمادةٍ وعطية وأمين | |
|